2024-ديسمبر-29
بواسطة : administrator
إن البحث والتحصيص والتطوير في عمليات التربية والتعليم أمر ملح تتوجه تطورات العصر ومن ذلك تطوير استراتيجيات وأساليب وطرق التدريس المستخدمة والأخذ بما توصلت إليه التجارب والأبحاث والنظريات المعاصرة المستندة إلى علم النفس التعليمي الحديث، والأبحاث التي أخذت في الحسبان الازدياد المطرد لوعي المعلمين، وحاجتهم إلى تغيير النمط التقليدي في عملية التعليم، وإيجاد أنواع بديلة تتواءم مع التطور العلمي، والفترة التقنية الكبيرة، التي سهلت الانفتاح على العالم، ومتابعة كل جديد متطور.
فكان مما شمله هذا التطور والبحث استراتيجيات وأساليب وطرق تعليمية فعالة بقدرتها إحداث أثر في العملية التربوية والتعليمية، والرقي بعملية التعلم إلى أفضل مستوياتها إذا أحسن المعلمون والعاملون في الحقل التعليمي استخدامها، وتوفير الإمكانات اللازمة لها. ومن هذه الطرق المتطورة التعلم التعاوني الذي يحقق أفضل بيئات التعلم حيث يجد المعلم جواً من الحرية التي تمكنه الاستفادة من مكونات بيئة التعلم داخل الصف وتساعده على التعبير عن رأيه وتطوير خبراته المعرفية والبيانية، وتجعل من المدرسة محورا للعملية التعليمية في الوقت الذي يجد المعلم نفسه قد تحول بطريقة سلسة إلى مرشد وميسر للعملية التعليمية بدلاً من ملقن للمعلومات.
والتعلم التعاوني في حقيقته والأسس التي بني عليها يختلف عن نظام المجموعات التي يعمل فيها مجموعة من الطلاب لتحقيق هدف معرفي أو تنفيذ نشاط عملي، وغالب ما يمارس اليوم في البلدان التربوية هو في حقيقته نظام مجموعات وليس التعلم التعاوني الذي يقوم على أسس التعلم التعاوني، وأهدافه الرئيسية العميقة، وتدريب الطلاب على مهارات العمل التعاوني، وهذا ما سنتناوله في هذه الحقيبة.